top of page
header-news3.jpg

بيت لحم تحتفل بقداس منتصف الليل



أحيت مدينة بيت لحم جنوب الضفة الغربية، منتصف الليلة الماضية، قداس منتصف الليل الذي أقيم في كنيسة القديسة كاترينا، وذلك احتفالا بعيد الميلاد المجيد للطوائف التي تسير حسب التقويم الغربي.

ويأتي القداس هذا العام وسط ظروف استثنائية فرضت إجراء الطقوس والاحتفالات بالعيد وفق إجراءات وتدابير وقائية للمحافظة على سلامة المحتفلين من تفشي فيروس "كورونا"، ولم تستقبل مدينة السلام حجاجها كالمعتاد التزاما بإجراءات البروتوكول الصحي الذي فرضته الجائحة.


حضر القداس: رئيس بلدية بيت لحم انطوان سلمان، ورئيس بلدية بيت ساحور جهاد خير، ورئيس بلدية بيت جالا نيقولا خميس، إضافة إلى مستشار حراسة الأراضي المقدسة الأب إبراهيم فلتس.


وقدم بطريرك القدس للاتين بييرباتيستا بيتسابالا، عظة عيد الميلاد المجيد ٢٠٢٠، تحدث فيها عن جائحة كورونا، وقال: إننا نشعر جميعًا أننا نسير في ظلام، مُتعَبِين، مُرهَقيِن، مظلومين، وقد طال علينا الزمن، تحت نيرِ هذا الوباء الثقيل الذي يُعيقُ حياتَنا ويَشُلُّ العَلاقاتِ بينَنا، ويَزيدُ صعوبةً وضعَنا السياسيّ والاقتصاديَ والثقافيَ والاجتماعيّ كلَّه.


وأضاف: نسأل الله القدير أن يَهزِمَ المرضَ والشرَّ والموتَ، وأن يمنحنا أيامًا سعيدة وهادئة.

وتابع: في هذه الليلة لا نريد ولا يمكننا أن ننسى الحزن والقلق اللذين يسيطران على قلب العالم. حتى هنا في الأرض المقدسة لسنا استثناء. نحن نعيش في أرض دَعوَتُها أن يكون فيها تعددية وانفتاح على العالم، لكننا نشهد باستمرار مواقف معاكسة.

وكان رئيس دولة فلسطين محمود عباس وجه، مساء الليلة الماضية رسالة بمناسبة أعياد الميلاد ورأس السنة، أكد فيها أننا صامدونَ وواثقونَ من النصرِ ونَستحقُ العدالةَ لقضيتِنا والحياة الكريمة لشعبنا، وأننا كلُنا أملٌ أنْ يأتيَ العامُ القادم وقد زالتْ الجائحةُ وزالَ الاحتلالُ.


وفيما يلي نص الكلمة


"تأتي أعيادُ الميلادِ المجيدِ هذا العام وعالمُنا يعيشُ ظروفاً صعبةً وخطيرةً بسببِ الجائحةِ التي فَرضتْ علينا جميعاً قيوداً ونمطَ حياةٍ استثنائياً، ويؤلمُنا ويَحزُننا أننا بسببِ ذلكَ ولأولِ مرة، لم نتمكنْ من المشاركةِ في احتفالاتِ الميلادِ المجيد، كما تَغِيبُ لنفسِ السببِ، آلافٌ مؤلفةٌ من الحجاجِ والزائرينَ والفلسطينيينَ الذين اعتادوا التوافدَ إلى ساحةِ المهدِ في بيتَ لحم للاحتفالِ بهذه المناسبةِ السعيدة.

تأتي السنةُ الميلاديةُ الجديدةُ، وكلُنا أملٌ أنْ تتجددَ معها الحياةُ، وأن تنتصرَ معها الإنسانيةُ على هذه الجائحةِ التي أنهكتْ العالم، وأن يستمرَ العملُ نحوَ مستقبلٍ زاهرٍ لشعبِنا وأجيالهِ القادمة، فلنواصلْ دعواتِنا وصلواتِنا إلى العليِ القديرِ أنْ يحفظَ الإنسانيةَ جمعاء، لأنَنا جميعاً على هذه الأرضِ شركاء.

وأستذكرُ في هذا المقامِ مقولةَ قداسةِ البابا فرنسيس، الذي نُكِنُ له كلَ الاحترام، في إحدى عِظاتِه: "إننا جميعاً وجدْنا أنفسَنا في قاربٍ واحدٍ، وعلينا التجديفُ معاً من أجلِ خلاصِ البشرية".

مع أعيادِ الميلادِ، تتجهُ أنظارُ العالمِ إلى بيتَ لحم، في هذه الذكرى المجيدةِ لمولدِ السيدِ المسيحِ في مغارةِ كنيسةِ المهدِ، التي هي إرثٌ روحيٌ وتراثيٌ ووطنيٌ لشعبِنا وللإنسانيةِ جمعاء، ونتضرعُ إلى اللهِ العليِ القديرِ أنْ يحفظَ أبناءَنا وعائلاتِنا ويباركَ هذا التنوعَ الرائعَ في نسيجِ المجتمعِ الفلسطيني، وأن يعينَنا على أنْ نجتازَ سوياً هذه الجائحةَ وكلَ الكروبِ والأزماتِ، بالتمسكِ بالمحبةِ والتعاونِ والالتزامِ والصمود.

إننا نواجهُ كل يومٍ سياساتِ الاحتلالِ الإسرائيلي، وممارساتِه العدوانيةِ ضدَ مقدساتِنا الإسلاميةِ والمسيحية، والتي كانَ آخرها الاعتداءُ على كنيسةِ الجثمانيةِ في القدس، علاوةً على الاعتداءاتِ على المسجدِ الأقصى، والاضطهادِ والقمعِ وانفلاتِ قطعانِ المستوطنين.

ورغمَ كلِ ذلكَ فنحنُ صامدونَ، وواثقونَ من النصرِ والحرية، فنحنُ نَستحقُ العدالةَ لقضيتِنا والحياةَ الكريمةَ لشعبِنا ونهايةَ الاحتلال، ونيلَ شعبِنا حريتَهُ واستقلالَهُ في دولتِه وعاصمتُها القدسُ الشرقية، دولةٌ لا تَفصِلُها الجدرانٌ العنصريةُ مثلُ تلكَ التي تفصلُ المدينةَ المقدسةَ عن مدينةِ المهد، بيتَ لحم.

إنني بهذهِ المناسبةِ الميلاديةِ العظيمة، أشكرُ كنائسَنا في دولةِ فلسطين، ومؤسساتِها لوقوفِها ومشاركتِها معْنا لدعمِ أبناءِ شعبنا، وكلي ثقةٌ باستمرارِهم معنا في هذا العطاءِ الروحي والمادي، فأبناءُ شعبِنا من المسيحيينَ هم جزءٌ أصيلٌ من هذا النسيجِ الفلسطينيِ الذي نَفتخرُ بهِ في فلسطينَ والعالم.

نتقدمُ لأبناءِ شعبِنا بأحرِ التهاني في أعيادِ الميلادِ والسنةِ الجديدة، التي هي مِنْ أعيادِنا الدينيةِ والوطنية، كما مولدِ نبَّيِنا محمدٍ صلى الله عليه وسـلم، وكلِ الأنبياءِ والمرسلينَ، مُؤكدينَ على رسالةِ المحبةِ والسلامِ والعدل، التي جاءَ بها السيدُ المسيحُ عليه السلام.

في هذا العام، سنحتفظُ برسالةِ العيدِ في قلوبِنا، وببهجتِه في بيوتِنا، مع عائلاتِنا وأحبائِنا، من أجلِ الصحةِ والسلامةِ التي كانتْ وستبقى أولويتنَا، وكلُنا أملٌ أنْ يأتيَ العامُ القادم، وقد زالتْ الجائحةُ، وزالَ الاحتلالُ، وامتلأتْ ساحةُ المهدِ بالمؤمنينَ والحجاج، وعلتْ الابتسامةُ والفرحةُ على وجوهِ أطفالِنا وأبناءِ شعبِنا حفظَهم ورعاهَم الله. والبشريةَ جمعاء. وكلُ عامٍ وأنتم بخير".

Comments


bottom of page